الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بعد التحريض على تصفية بعض الزملاء: هل أصبح الاعلام الهدف القادم للارهابيين؟

نشر في  15 جانفي 2015  (11:01)

نشر مؤخرا الموقع الالكتروني «الصدى» مقطع فيديو، تم خلاله اتهام جملة من الاعلاميين العرب بالاساءة الى الاسلام ومن بينهم الزميل التونسي نوفل الورتاني، واعتبر البعض هذا الفيديو تحريضا صريحا على التصفية الجسدية، موقع الصدى الذي طالما أسال الكثير من الحبر وأثار جدلا واسعا بسبب ما ينشره من معلومات يصفها البعض بالداعمة للارهابيين والارهاب، موقع ظلّ مستمرا في تجاوزاته دون حسيب أو رقيب، خاصة مع غياب اطار قانوني واضح ينظم مهنة الصحافة الالكترونية والمكتوبة بصفة عامة..
من جهة أخرى وفي النفس الوقت الذي نشر فيه «موقع» الصدى فيديو يحرض ضدّ نوفل الورتاني، وجّه الإرهابي كمال زروق في فيديو مسرب تهديدا باغتيال الإعلاميين الورتاني ومعز بن غربية بسبب مساندتهما للصحيفة الفرنسية <شارلي ايبدو> التي تعرضت لهجوم ذهب ضحيته 12 شخصا.
وقال إنّ الحرب الأولى بدأت على الأمنيين والحرب اللاحقة ستكون على الصحفيين، محذّرا وسائل الإعلام التونسيّة وكل الإعلاميين في العالم من مساندة فرنسا، وأشار زروق في الفيديو المذكور أنه ومثلما قامت الحرب الأولى على «طواغيت الشرطة والحرس فإن الحرب الثانية ستقوم على صحافة العار»
دعوات صريحة وعلنية بتصفية وجوه إعلامية، تؤكد أن الوجهة الثانية للارهابيين بعد الأمنيين والعسكريين ستكون الاعلاميين.
أخبار الجمهورية وقصد تسليط الضوء على هذين الملفيين إتصلت بجملة من الاعلاميين ليدلي كل برأيه بخصوص هذه «الفتاوى» الأخيرة في حق أهل السلطة الرابعة.

ناجي البغوري: النقابة ستتخذ الاجراءات اللازمة

أكد رئيس النقابة الوطنية للصحفيين ناجي البغوري أن المهمة الرئيسية التي بعث من أجلها موقع الصدى هو التحريض واثارة الفتن مشيرا الى أنه لا يعتبر هذا الأخير موقعا صحفيا، كما أنه يرفض بتاتا أن ينضوي صحفيوه داخل نقابة الصحفيين، أو أن يقع تمكينهم من بطاقة صحفي محترف لأنه لا يعترف بهم من أبناء الصحافة لعدم التزامهم الحياد ومحاولاتهم المستمرة لتبييض الارهاب، وبيّن البغوري أن النقابة ستتخذ الاجراءات اللازمة ضدّ هذا الموقع خاصة بعد التحريض العلني على الاعلامي نوفل الورتاني وستندد بشكل واضح بجرائمه الاعلامية لأنه لا يشرف مهنة الاعلام على حدّ تعبيره.
وبخصوص الفيديو الأخير للارهابي كمال زروق والذي دعا فيه الى تصفية الاعلاميين بعد الأمنيين فذكر ناجي البغوري أن مثل هذه التهديدات لا تخيف معشر الصحفيين ولن تزيدهم الا اصرارا على مواصلة حربهم ضدّ الارهاب وضدّ كل من تخوّل له نفسه الاعتداء على حرية التعبير وحرية الصحافة، مبينا أن هذه التهديدات كانت متوقعة.
ناجي البغوري أضاف أن المجتمع التونسي يقف الى جانب الصحفيين وحريتهم وهذا هم الأهم، مضيفا أن المطلوب اليوم ليس توفير حماية أمنية للاعلاميين بل سنّ قوانين تحمي الصحفيين والصحافة، وتمنح مزيدا من الحرية .

محمد الفوراتي: الارهاب أعمى ولا يستثني أحدا

رفض رئيس تحرير جريدة الفجر الاعلامي محمد الفوراتي التعليق عما ينشره موقع الصدى مبررا ذلك بأنه لا يعتبره موقعا الكترونيا ولا يمت للاعلام بصلة .
وبخصوص تصريحات الارهابي كمال زروق فذكر محمد الفوراتي أن هذه التهديدات لا تطال الاعلاميين فقط بل الشعب التونسي برمته، مؤكدا انها تصريحات غير مستبعدة لأن الاعلام أعلن حربا ضدّ الارهاب ومن الطبيعي أن تكون ردة فعلهم على هذا النحو، مشيرا الى أن هؤلاء لم يقوموا بتكفير الاعلاميين والأمنيين فحسب بل المجتمع التونسي ككل والذي يعتبرونه ضالا .
محمد الفوراتي بيّن أن الأمنيين هم الهدف الأول للارهابيين ويأتي الصحفيون في المرتبة الثانية مؤكدا أن هذا الارهاب أعمى لا يفرّق بين هذا وذاك.

نزيهة رجيبة: هذه ضريبة الفوضى الالكترونية التي نعيشها

في ذات السياق أكدت الاعلامية والناشطة نزيهة رجيبة أن موقع الصدى التابع لحركة النهضة - على حدّ تعبيرها- هو موقع يتبنى الفكر الاسلامي بطريقة سلبية جدا تصل حدّ التكفير، وبينت أنه من غير المعقول أن ينشر هذا الموقع فيديو يدعو وبطريقة مباشرة الى التحريض على قتل الاعلامي نوفل الورتاني
أم زياد رأت أن غياب التشريعات هي التي تقف وراء هذه الفوضى الالكترونية، مبينة أن ارساء تشريعات في الصحافة الالكترونية ليس بالأمر السهل خاصة أنّها قد تحدّ من حرية بعض المواقع الجدية، مشيرة الى أنه على  المتابعين ادانة مثل هذه التصرفات وخاصة ما يأتيه موقع الصدى الداعم للارهاب .
وعن تصريحات كمال زروق التي دعا فيها الى قتل كل من معز بن غربية ونوفل الورتاني، فذكرت أم زياد أن مثل تلك التصريحات هي عبارة عن اشارة ورسالة مشفّرة للخلايا النائمة كي تتحرّك وتقتل .

زياد الهاني: هذه التهديدات ستزيدنا قوّة لصدّ الارهاب

يرى الاعلامي ورئيس المنظمة التونسية لحماية الاعلاميين زياد الهاني أن موقع الصدى جاء لبث الفتنة بين التونسيين وللتحريض وتبييض الارهاب، وهو ما يدفعه الى عدم استغراب ما يصدر عنه واستباحته لدم الزميل نوفل الورتاني والتحريض ضمنيا على قتله، مؤكدا أنه على القضاء التدخل وتحمل مسؤوليته ازاء هذه التجاوزات، وأنه آن الآوان لبعث مجلس الصحافة لتأطر العمل في ميداني الصحافة المكتوبة والالكترونية والتعاطي مع الخروقات والتجاوزات التي تمس من أخلاقيات المهنة ومبادئها وتعتدي على القانون .
واعتبر الهاني تصريحات كمال زروق وان كانت في ظاهرها تستهدف الاعلاميين نوفل الورتاني ومعز بن غربية الا أنها تمثل تهديدا لكل الاعلاميين بل لعلها تدخل في اطار حركة تمهيدية للفت الانظار الى الزميلين المذكورين على أن يقع الضرب والاستهداف في جهة أخرى .
وذكر الهاني ان الاعلام اليوم هو أداة أساسية في حرب تونس على الارهاب وهو مستهدف بصفته تلك وقال: «بقدر دعوتنا كافة الزملاء الى الحذر، فنحن واثقون أن تلك التهديدات ومهما كان حجمها لن تثنينا عن القيام بواجبنا والتمسك باستماتة بحريتنا ومن يتصوّر امكانية ترهيبنا نقل له ان قطاعنا في شوق لفداء الوطن العظيم وتقديم شهداء منه قربانا للحرية فتهديداتكم تلك لا تخيفنا بل ستعطينا حوافز أكبر للتصدي للارهابيين ومحاربتهم بسلاح القلم والصورة «.

نجيبة الحمروني: الاعلام التونسي بريء من هذا الموقع...


أفادت النقيبة السابقة نجيبة الحمروني في تصريحها لأخبار الجمهورية أنها امتنعت منذ مدة عن مطالعة أخبار موقع الصدى لأنه برأيها غير مسؤول وغير مهني ولا يمت للاعلام بصلّة، مضيفة أنها تعرضت لحملات تشويه عديدة من قبل هذا الموقع، الذي لا هدف له سوى تصفية الحسابات الخاصة حدّ تعبيرها، وانه كان يشتغل عهد الترويكا لصالح حركة النهضة ويسعى الى تشويه خصومها، مؤكدة أن المواضيع التي يتطرّق اليها موقع الصدى يتناولها بشكل سطحي وغير محترف، وأفادتنا الحمروني أن هذا الموقع لا يحسب على الاعلام التونسي، وعبرت عن أسفها لغياب قانون ينظم قطاع الصحافة الالكترونية، وهو ما يدفع مجموعة من الارهابيين لاستغلال هذا القطاع لصالح أجندات خاصة.
وطالبت نجيبة الحمروني من الحكومة ضرورة التحرك لمعرفة من يقف وراء هذا الموقع الذي يحرض ضدّ الاعلاميين ويدعو الى تصفيتهم كما دعت وزارة الداخلية الى الكشف عبر فرقها المختصة عن هوية الداعمين لهذا الموقع لأن ما يقوم به يدخل في خانة الارهاب .
أما فيما يتعلق بالفيديو المسرّب لكمال زروق فأكدت الحمروني أنها لا تستغرب ما جاء فيه والاستهداف الواضح للاعلاميين مستشهدة بالتجربة الجزائرية التي وقع فيها في مرحلة أولى استهداف الأمنيين وفي مرحلة ثانية الصحفيين .
واضافت أن التصريحات المستفزة لبعض السياسيين بعد الثورة والتي أرادوا من خلالها تأليب الرأي العام ضدّ الاعلام او ما وصفوه باعلام العار جعلت بعض المتطرفيين يعتقدون أن الاعلام شريك في العمل السياسي ويجب استهدافه.
وختمت نجيبة الحمروني حديثها معنا بالتأكيد أن الاعلاميين لن يخافوا ولن يخشوا هذه التهديدات لأنهم يدافعون عن مبادئ وأهمها حرية الصحافة .

سناء الماجري